ساد الان مفهوم أن الرومانسية تحولت لأسطورة نسمع عنها ولا نراها ، و إعتقادى الشخصى أن الرومانسية بشكلها القديم لا وجود لها الان ، قد تكون هناك أشكال أخرى للرومانسية بالنسبة لأجيالنا أما الاجيال التى عاشت رومانسية الستينات والسبعينات والتى كانت شديدة النعومة و الرقى لا نجدها الان ، بدليل أننا لو كررنا مشهدا رومانسيا من أفلام الابيض والأسود سيراها اغلب جيلنا شيئا مضحكا وكوميديا وهذا دليل التغير، لأن الرومانسية اليوم أصبحت أكثر عملية وسريعة جدا ، وإذا كانت رومانسية الماضى رومانسية العمق فرومانسية الحاضر رومانسية لحظة ، وهى أكثر عملية وأكثر سرعة سواء فى مجيئها أو فى رحيلها ، فالحب زمان عموما كان خياله أكثر من واقعه أما الان فالحب ورائه مائة معادلة حسابية ..
ونتيجة لذلك نجد أن معظم حالات الزواج اليوم أصبحت تتم عن طريق العقل وليس القلب ، ولغياب الجدية عند الشباب الان يعود الشاب للأسرة عندما يفكر فى الزواج ، وذلك لأننا فى الواقع نعانى إنفلاتا فى العلاقات العاطفية كما أنها تفتقد للمصداقية وحسن التقييم و عدم الرغبة الحقيقية فى تتويج أى مشاعر بالزواج ، وربما يقول البعض أن الزواج يقضى على الرومانسية إستنادا لقاعدة نفسية تقول ( الغاية التى لا تتحقق لصاحبها تظل تؤرقة ) وأنا شخصيا غير مقتنعة بهذا الكلام ، لأنى أرى أن الرومانسية نفسها تختلف ، فرومانسية الخطوبة تختلف عن رومانسية الزواج خصوصا لو عرفنا أن الحب الرومانسى عند المرأة يرتبط بالزواج والإستقرار والأسرة وكل ما يترتب على ذلك ، وبالنسبة للرجل مرتبط بإحتياجاته سواء العاطفية أو الحسية ، وما دامت قد تحققت عنده يتحول الحب عنده لشىء أخر قد يكون تفاهما أو ألفه أو ما شابه ذلك لكنه فى كل الاحول لا يخلو من رومانسية أو معنى اسمى من ذلك وهو (المودة والرحمه ) اللذين وصف بهما القرأن الكريم العلاقة الزوجية ..
وكثير من الناس الذين عاشوا الرومانسية بكل شعورهم وتوجوا شعورهم هذا بالزواج ُصدموا عندما فشل زواجهم لما إصطدم بأرض الواقع ، وذلك لأن هؤلاء الناس لم يستوعبوا أن الحب بكل رومانسيته شىء والتفاهم شىء أخر ، والتفاهم يمكن أن يأتى بالحب ، لكن الحب ليس بالضرورة أن يأتى بالتفاهم ، فمثلا عندما يوجد الحب وسط تناقضات بين الطرفين قد لا يرى كل طرف عيوب الطرف الاخر ، لكن بعد ان ينطفىء وهج البدايات ويصطدم الطرفان بارض الواقع يفاجأ كل منهما بأنه يعيش مع إنسان اخر مختلف تماما عن الذى يحبه ، والحقيقة انه لم يتغير ، وإنما هدوء العاطفة سمح للعقل بأن يرى ما كان يداريه وهج البدايات وسخونة العاطفة
